السبت، 17 مارس 2012
احترم ثلاث أشياء
أحترم ثلاث أشياء:
أحترم نفسك
أحترم الآخرين
أحترم تصرفاتك وكن مسئولا عنها
أحترم الآخرين
أحترم تصرفاتك وكن مسئولا عنها
ما هو احترام الآخرين؟هل الاحترام يُؤخَذ أم يُكتَسب؟كيف تظهرون الاحترام للآخرين؟
ما هو احترام الآخرين؟
الاحترام أمر متبادل ومتوازن، وفيما أن احترام ذاتكم يكون بينكم وبين أنفسكم، فإن احترام الآخرين يرتبط بعلاقاتكم مع الأشخاص الآخرين. حتى إذا اختلفتم في الرأي مع آخرين، أو إذا كانوا يختلفون عنكم، أو إذا أهانوكم، فمن منطلق الاحترام الأساسي، يظلون جديرين بالاعتبار الكافي لكي تصغوا إليهم وتفهموهم.هل الاحترام يُؤخَذ أم يُكتَسب؟
على الأرجح أن يكون الاثنين معا،ً ولكن إذا أردتم أخذ الاحترام فعليكم أن تعطوا الاحترام. وإنَّ معاملة الغرباء بشكل جيد بمثابة طريقة لإعطاء الاحترام، فالناس جديرون بأن ينالوا الاحترام الأساسي بصرف النظر عمن يكونون أو ما تكون مكانتهم. ويمكن اكتساب "المزيد" من الاحترام وترجمته إلى إخلاص وتفانٍ.كيف تظهرون الاحترام للآخرين؟
اسألوا الآخرين كيف يشعرون، واصغوا إلى مشاعرهم وتعاطفوا معهم، وحاولوا أن تفهموهم وتراعوهم، وتحلوا بالنزاهة، وراعوا الإنصاف.الاحترام فيما معناه
الاحترام فيما معناه يجب إن يكون متبادل بين الإطراف وإلا لن يكون هناك تفاهم تجاه بعضنا البعض فالاحترام سمه أساسية
لحياتنا اليومية في تعاملنا العملي والتخاطب بين بعضنا البعض فيجب إن يكون نوع الاحترام ملموس في تصرفاتنا وليس
فقط أن يكون الاحترام لأنفسنا ولكن أيضا أن يكون احترام كلماتنا وأقلامنا وتفكيرنا أن كان واقعياً ويحكي الصدق في كل شي
ويلامس الواقعية في الطرح الأمثل المتكون من الآمانة والصدق وعدم المساس للغير بدون وجه حق فل نبدأ أولاً في احترام أنفسنا
ومبادئنا ومن ثم احترام الغير ويجب علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا بالشي الكثير عندما نتبادل الاحترام مع الغير تكون
الحياة مليئة بالمحاسن فكل شخص يعرف تقدير الشخص المقابل فيكون هناك نوع من البساطة في التعامل , والاهم جداً كيفية زرع
الاحترام في نفوس الغير فهذه بحد ذاتها مهمة صعبة , وتحتاج إلى مجهود كلاً على حسب أسلوبه وطريقة توصله للنتائج النهائية
هل هيا مرضية أم لا
عندما نشاهد شخص يقوم بشرح شي أو يقوم بعمل شي يجب علينا إن نبين له مدى اهتمامنا وتقديراً لعملة وأن نبين له احترامنا
لعمله أو لشرحه سوف يتولد لدى الشخص المقابل نوع من الثقة وتكملة المسيرة فتأكد سوف تجد نفسك في موقفه حينها سوف
يبادل نفس الشعور الذي تلقاه منك سابقاً بنوع من الاحترام والتقدير
مفهوم الاحترام
الاحترام .. ..
هو أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام. فهو تقدير لقيمة ما أو لشيء ما أو لشخص ما، وإحساس بقيمته وتميزه، أو لنوعية الشخصية، أوالقدرة، أو لمظهر من مظاهر نوعية الشخصية والقدرة. يتجلى الاحترام كنوع من الأخلاق أو القيم، كما هو الحال في المفهوم الشائع "احترام الآخرين" أو مبدأ التعامل بالمثل.
الإحترام كلمة بالغة في المعنى والهدف
الإحترام كلمة بالغة في المعنى والهدف،
ولها الأثر الهام بنجاح أي علاقة لو أحسن المرء التعامل بها وأدركها،
ولمفهوم الإحترام تأثيرات إيجابية عديدة أقلها تعامل البشر
مع سواهم بمفاهيم راقية تحددها المشاعر الخاصة.
ومن خلال ذلك يعم حسن الخلق والتصرف والتلفظ.
وعندما ندرك كنه الإحترام لا بد عندها من وجود
وتواجد القواسم المشتركة التي تدفع للمحبة وتقدير الرأي والمعتقد،
وصوناً للكرامة الشخصية والفكرية، وزهواً دائم لخصوصية
التواجد المتنوع في سائر المجتمعات، حيث للجميع حق الوجود
وحق التعبير وحق الممارسة.
فإن تعلمنا وأدركنا كل تلك الحقوق التي نؤمن بها على المستوى الشخصي،
فمن الضرورة بمكان أن نؤمن بحقوق سوانا ودون تردد،
وهنا التمني لا يكفي، والتحدث بالمثل العليا غير فاعل،
والتفرد بالمشاعر والأحاسيس لا يوصل للقمة، إن لم يتساوى
بالإحترام للذات وللغير، وما يطلب للنفس يجب أن يطلب للغير
على قاعدة حق الوجود والمثل لأي كائن بشري واحترام وجوده أو تواجده.
الاحترام لدى العرب
الاحترام لدى العرب
... مظاهر الاحترام عديدة وقد تختلف تبعا للعادات والتقاليد. في مقدمتها احترام الصغير للكبير واحترام المجالس واحترام الضيف إلى درجة التكريم واحترام المرأة. وحتى هذه لها تفاصيل في التعامل منها ما بقي حتى يومنا هذا ومنها ما تبدل ومنها ما أستحدث تبعا للحالات الاجتماعية. وقد تأثر مضمون الاحترام عند العرب بصورة كبيرة بالدين الإسلامي، إذ جعل ثقافة الاحترام جزء أساسيا من منهج الحياة اليومية بل وجزء كبيرا من العبادات نفسها. وعلى سبيل المثال قرن الله عبادته باحترام الوالدين، إذ ورد في القرآن الكريم (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [1].
الإحترام ليس مجرد كلمة
الإحترام ليس مجرد كلمة ننطق بها لضرورة،
بل فعل أخلاق تسمو بالمجتمع دوماً وتميزه عن سائر المجتمعات
كيف تكسب نفسك الاحترام الذي تستحقه ؟؟؟
كيف تكسب نفسك الاحترام الذي تستحقه ؟؟؟
يقول أحد الخبراء أن بوسع المرء الحصول على الاحترام الذي يستحقه باتباع بعض النصائح البسيطة
1. استمع أكثر من أن تتكلم :
فكلما كثر كلام الإنسان كانت هناك فرصة للخطأ . ولذلك حاول أن تكون صامتا قدر المستطاع ، والناس سوف يفترضون انك أكثر ذكاء مما أنت عليه حقيقة .
2. احتفظ بأسرارك الخاصة:
كن محافظا على معلوماتك الشخصية ولا تجعل حياتك كتابا مفتوحا . فتعريتك لنفسك تجعل الآخرين يقللون من فكرتهم عنك .
3 . لا تقلل من منجزاتك:
فعندما تقول : إنني كنت محظوظا فان ذلك يفقدك بعضا من مكانتك ، وكن متواضعا ولكن في فخر . وعندما يقول شخص ما هذا عظيم ، وافقه ثم قل : شكرا ، لقد عملت بجد .
4 . اعترف بأخطائك بسرعة ولباقة:
فالذين يتظاهرون بأنهم على حق دوما يفقدون الاحترام، لان الناس تراهم على أنهم مخادعون
5. لا تقلل من شأنك:
فالإنسان يفقد احترام الآخرين عندما يقلل من شانه وتوقف عن قول أشياء مثل: هذا قد يكون خطأ .
6. ابتعد عن الاعتذار المتكرر:
فالاعتذار بمناسبة أمر جيد، ولكن لا تبالغ في ذلك .
7. لا تكن من محبي التأثير في الآخرين :
فلو حاولت جاهدا أن تؤثر في الآخرين فإن الناس سيشعرون بذلك وستفقد الاحترام
8. خذ أكثر القرارات بنفسك:
فإن عادة الإكثار من سؤال الناس عن رأيهم يعكس عدم تأكدك من قرارك وهذا يقلل من احترامهم لك .
9. دائما قدر قيمة الوقت :
فالذين يتسكعون ويضيعون وقتهم يفقدون احترام الآخرين.
10.احتفظ بهدوئك:
فالذين ينفعلون كثيرا بعواطفهم يفقدون الاحترام.
يقول أحد الخبراء أن بوسع المرء الحصول على الاحترام الذي يستحقه باتباع بعض النصائح البسيطة
1. استمع أكثر من أن تتكلم :
فكلما كثر كلام الإنسان كانت هناك فرصة للخطأ . ولذلك حاول أن تكون صامتا قدر المستطاع ، والناس سوف يفترضون انك أكثر ذكاء مما أنت عليه حقيقة .
2. احتفظ بأسرارك الخاصة:
كن محافظا على معلوماتك الشخصية ولا تجعل حياتك كتابا مفتوحا . فتعريتك لنفسك تجعل الآخرين يقللون من فكرتهم عنك .
3 . لا تقلل من منجزاتك:
فعندما تقول : إنني كنت محظوظا فان ذلك يفقدك بعضا من مكانتك ، وكن متواضعا ولكن في فخر . وعندما يقول شخص ما هذا عظيم ، وافقه ثم قل : شكرا ، لقد عملت بجد .
4 . اعترف بأخطائك بسرعة ولباقة:
فالذين يتظاهرون بأنهم على حق دوما يفقدون الاحترام، لان الناس تراهم على أنهم مخادعون
5. لا تقلل من شأنك:
فالإنسان يفقد احترام الآخرين عندما يقلل من شانه وتوقف عن قول أشياء مثل: هذا قد يكون خطأ .
6. ابتعد عن الاعتذار المتكرر:
فالاعتذار بمناسبة أمر جيد، ولكن لا تبالغ في ذلك .
7. لا تكن من محبي التأثير في الآخرين :
فلو حاولت جاهدا أن تؤثر في الآخرين فإن الناس سيشعرون بذلك وستفقد الاحترام
8. خذ أكثر القرارات بنفسك:
فإن عادة الإكثار من سؤال الناس عن رأيهم يعكس عدم تأكدك من قرارك وهذا يقلل من احترامهم لك .
9. دائما قدر قيمة الوقت :
فالذين يتسكعون ويضيعون وقتهم يفقدون احترام الآخرين.
10.احتفظ بهدوئك:
فالذين ينفعلون كثيرا بعواطفهم يفقدون الاحترام.
احتراام
يقول الشاعر:
|
أحب مكارم الأخلاق جَهدي
|
وأكره أن أعيب وأن أُعابا
|
وأصفح عن سباب الناس حلماً
|
وشر الناس مَن يهوى السبابا
|
فمن هاب الرجال تهيبوه
|
ومَن حقر الرجال فلن يُهابا.
|
الجمعة، 16 مارس 2012
الأربعاء، 14 مارس 2012
احترام الاخرين في تربية الاسلام
المسلم الممتلئ ثقة بدينه وانه دين الله الحق، والطريق الوحيد للهدى والصواب، وان ما عداه باطل وضلال وإنحراف، كيف يتّسع فكره وصدره للتعايش مع الديانات الزائفة حسب عقيدته ومع الشعائر الخرافية الفاسدة لتلك الديانات، كعبادة النار والخضوع للأوثان، وكنكاح المحارم وتقديس البقر..؟
إن تربية الإسلام وتعاليمه في الوقت الذي تبني فيه فكر الإنسان المسلم ومشاعره على أساس عبادة الله وتوحيده والالتزام بدينه الحق فانها تركّز في نفس الوقت على احترام الإنسان كإنسان مهما كان دينه ما لم يكن معتديا ظالما أو محاربا للحق. فالناس "صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق" كما يقول الامام علي بن أبي طالب .
واحترام الإنسان يعني حرمة حقوقه المادية كجسده وماله وحقوقه المعنوية كحريته وكرامته واختياره لدينه. من هنا يرفض الإسلام اضطهاد الناس على أساس دينهم أو اعتقاداتهم، بل ويوصي الإسلام أبناءه بأن يكونوا المثل الأعلى في الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين، حتى لا تحسب تصرفاتهم غير اللائقة على الإسلام فتشوّه سمعته وتنفّر الآخرين منه.
إن القرآن الحكيم يشجّع المسلمين على البرّ والإحسان للكفار غير المعادين المحاربين يقول تعالى: (لاَ يَنهَاكُم اللَّهُ عَن الَّذِينَ لَم يُقَاتِلُوكُم فِي الدِّينِ وَلَم يُخرِجُوكُم مِن دِيَارِكُم أَن تَبَرُّوهُم وَتُقسِطُوا إِلَيهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطِينَ.
وإذا كان مطلوباً من المسلم أن يدعو إلى دينه وأن يوضّح بطلان وفساد الأديان الإخرى إلا ان ذلك يجب أن يكون بأسلوب لائق لا يجرح مشاعر الآخرين ولا ينفّرهم ، يقول تعالى: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُم).
وما أروع تأديب الإسلام لأبنائه وتربيته لهم على احترام الآخرين حينما ينهي القرآن الحكيم المسلمين عن سبّ أصنام الكفّار وأوثانهم !! لماذا ؟ لأن الكفار يعتبرون الأصنام مقدسات لهم، وكل إنسان يدافع عن مقدساته وان كانت زائفة باطلة، فإذا اعتدى المسلمون وأهانوا مقدسات الكفار فستكون ردة الفعل الطبيعية للكافرين إهانة وسبّ مقذسات المسلمين، ولا يرضى الإسلام تبادل الإهانة والسبّ كلغة حوار وتعامل بين أصحاب الأديان فلنتأمل الآية الكريمة التالية ولتندبّر في أبعادها العظيمة، يقول تعالى: (وَلاَ تَسُبُّواء الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدوًا بِغَيرِ عِلمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُم ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرجِعُهُم فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعمَلُونَ).
فالآية الكريمة تلفت أنظار المؤمنين إلى عدة حقائق يجب أن يأخذوها بعين الاعتبار في تعاملهم مع الآخرين:
ا- إن كل أمة أو جماعة لها مبدأ فإنها تعتقد بقداسته وان كان باطلا في نظر الآخرين (كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُم).
2- الإنسان مسؤول أمام ربه يوم القيامة، ولا يحق لأحد في الدنيا أن يفتش عقائد الناس ويحاكمهم على أديانهم، فذلك الأمر موكول لرب الخلق يوم الحساب.
3- إن أي فعل تجاه الآخرين يسبب ردّ فعل من نوعه وجنسه، فإذا كان المسلمون حريصين على احترام دينهم، ومقدساتهم فعليهم أن يحترموا أديان الآخرين ومقدساتهم في ظاهر التعامل معهم وإلا فليتوقعوا الإهانة لمعتقداتهم حينما يسبّون معتقدات الآخرين.
وقد وردت أحاديث ونصوص كثيرة تؤكد على المسلمين حسن التعامل مع الآخرين ففي سنن أبي داوود عن رسول الله : "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة".
إن من حق كل من يعيش في ظل الإسلام أن يتنعم بالعدالة ويشمله التضامن والتكافل الإجتماعي وان لم يكن مسلماً، ففي عهد الإمام علي بن أبي طالب مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل، أي يستجدي الصدقة من الناس، فانزعج الإمام من هذا المشهد وقال: ما هذا؟ ولم يقل: من هذا؟ ذلك لان هذه الحالة غير مقبولة ولا مرضية بغض النظر عن دين صاحبها. وحينما أجابه أصحابه: هذا نصراني ! ردهم الإمام غاضبا بقوله: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال .
ولم يكتف الإسلام باحترام الأحياء من إتباع سائر الأديان بل ترى النبي (صل) يحترم بنفسه أمواتهم ويأمرنا بذلك أيضا. ففي صحيح البخارى بسنده عن جابر بن عبد الله قال: "مرّ بنا جنازة فقام لها النبي وقمنا به، فقلنا يا رسول الله، انها جنازة يهودي! قال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا"".
وفيه أيضا: "كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمرّوا عليهما بجنازة، فقاما، فقيل لهما: انها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة، فقالا: إن النبي مرّت به جنازة فقام فقيل له: انها جنازة يهودي، فقال: "أليست نفساً"".
فهذا منطق الإسلام يرى للإنسان وحتى لجنازته بأي ملّة ودين كان حرمة وشأناً ما لم يتجاوز على حقوق غيره .
وعن رسول الله انه قال: "من آذى ذمياً فقد آذاني".
بهذا الأسلوب وهذه التربية نجح الإسلام في تحقيق التوازن والتعادل في نفس الإنسان المسلم بين ثقته المطلقة بأحقية دينه وصوابيته وبين احترام سائر الأديان وأصحابها، وقد تحدث (غوستاف لوبون) عن هذه الميزة الفريدة للإسلام بقوله: "إن الإسلام هو الذي علم الإنسانية كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين وقد كان يظنّ أنهما لا يجتمعان ".
كما أشار (هاملتون) إلى ذلك عند تعرضه لدراسات مقارنات الأديان فقال: العرب هم أول من ألفوا في الملل والنحل، لأنهم كانوا واسعي الصدر تجاه العقائد الإخرى، وحاولوا أن يفهموها ويدحضوها بالبرهان والحجة، ثم انهم اعترفوا بما أتى قبل الإسلام من ديانات توحيدية .
وقد كتب أبو الريحان البيروتي في أديان الهند في القرن الخامس من الهجرة، فلم يمس عاطفة أحد من أهلها، وكان إذا كتب عن نحلة يوهمك أنه هو أحد أبناء تلك النحلة لتلطّفه في وصف شعائرها.
وكان كتّاب العرب يذكرون جميع المخالفين بكل حرمة، وفي كتاب طبقات الأطباء لابن أبي اصيبعة ، وطبقات الحكماء لابن القفطي، وطبقات الأدباء لياقوت، والوافي بالوفيات للصفدي، وفي تاريخ حكماء الإسلام للبيهقي أمثلة لهذا التسامح. فقد ترجم المؤلفون للنصارى واليهود والسامريين والمجوس كأنهم أبناء ملة واحدة.
الاثنين، 12 مارس 2012
الاحترام من الايمان د-سلمان العودة
الاحترام من الايمان د-سلمان العودة
د.سلمان العودةحكى طفلي طرفة أن ملكاً كان عنده مائة رجل، فعطس أحدهم، وسأل الملك: من العاطس؟ فلم يجب، قسمهم إلى مجموعتين وسأل الأولى عن العاطس، ولما لم يجب قتلهم، وقسم الباقين إلى مجموعتين.. حتى لم يبق منهم إلا واحد.. فسأله: من العاطس؟ فقال: أنا، قال: يرحمك الله!.
في المثل الإنجليزي "إبريل شاور، ومي فْلَوَر" (الأمطار ثم الأزهار)..
هذا العام سال الشهر نهرا من دماء, فهل تنبت بعده أزهار الحرية والأحلام الرائعة الجديدة للشعوب المحرومة ؟.. منطق الأسباب والنتائج الذي يعنيه المثل هو ما ترشد إليه السنة الإلهية..
معاني التكريم والرحمة والتواصل والأخلاق تدور حول معنى واحد؛ هو (الاحترام).
الاحترام في كل الأحوال
احترام العقول بالكفّ عن الخداع وسوق الأضاليل والأكاذيب الدعائية على قاعدة "اكذب واكذب حتى يصدقك الناس".
احترام العمل والكفاءة.. فليس الجدير بالوظيفة من يجيبك على سؤال "من تعرف؟" بل من يجيبك على سؤال: "ماذا تعرف؟".
الشهادة والخبرة والمعرفة الميدانية هي معيار الاحترام .
احترام الوقت، الإحساس بأهميته، وأنه يعني الحياة، فلا يذهب إلا في شيء مقصود، ولو كان متعة أو ترفيهاً، أو عملاً متواضعاً، وما أجمل أن « لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ » وأنت منهمك في أي عمل .
احترام وقت الآخرين، يواعدك العاشرة، وتنتظره إلى الحادية عشرة، وإن لم يأت حتى الثانية عشرة، فباستطاعتك الانصراف في الواحدة حتى لا تثير غضبه .
الفساد الإداري هو إضاعة وقت الناس الذين وضعوك في هذا العمل لخدمة الشأن العام.
الاحترام الاجتماعي: التواصل، المناسبات، التهاني، التعازي، العمل الطّوعي، "بذل الندى، وكف الأذى".
احترام خصوصيات الآخرين
احترام خصوصيات الآخرين، الأسرار التي يجب ألا تُشاع، الأحوال التي يحرم كشفها والتلصص عليها، الاتصالات والإيميلات والمراسلات التي لا يجوز انتهاكها ولا تقحّمها، وويل "للهاكرز" رسمياً كان أو شعبياً من وعيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خَطْف أبصارهم فلا يعقلون ولا يرجعون: "لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ طَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ الإِذْنَ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ" (رواه البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد الأنصاري).
أنت يا من تعيّر أخاك بذنب عرفته بالتجسس عليه.. جرمك عند الله أعظم منه، هو كان مستتراً منكسراً ففضحته وهتكت ستره، ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في قعر بيته.
الخصوصية حتى بين الأصدقاء الحميمين أو الزوجين، تزول الحواجز والحدود والسدود، ويبقى لكل امرئ شخصيته وأسراره وأحاسيسه التي لا يبوح بها لأقرب قريب .
احترام المسؤولية تعني القدرة على التدارك والتصحيح، القدرة على الاعتذار حال الخطأ، الاعتذار لا يضر، الإصرار والتجاهل هو الذي يحرمك احترام ناسك، القدرة على الاستقالة، فأنت لا تستمد أهميتك من عملك، بل من كفاءتك وقدراتك الشخصية، وهي باقية، وها هم رؤساء دول يتركون كراسيهم ويظلون أحياء فاعلين في دولهم، وفي العالم كله، قائمين على برامج ومشاريع عالمية، مقدمين المشورة والخبرة، أساتذة في جامعات .
البحث عن مسوغات لتقليل احترام الآخرين
مع الجريمة والخطأ لا ينتهي الاحترام، ينال المخطئ جزاءه، وتُحفظ حقوقه « إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلاَ يُثَرِّبْ عَلَيْهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلاَ يُثَرِّبْ عَلَيْهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتِ الثَّالِثَةَ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ » رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
لست بصدد البحث عن مسوغات لتقليل احترام الآخرين، حتى أولئك الذين يجهلون عليك، خير ما تقابلهم به الصفح والإعراض:
حَليمٌ إِذا ما الحِلمُ زَينٌ لأَهلهُ *** مَعَ الحِلمِ في عَينِ العَدُوَّ مَهيبُ
إِذا ما تَراءاهُ الرِجالُ تَحَفَّظوا *** فَلَم تُنطَق العَوراءُ وَهوَ قَريبُ
سوف تتجرع الأمر أولاً، ثم تسيغه، ليصبح محمدة وسنة لك أجرها وأجر من عمل بها {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت:35).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع أون إسلام
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)